الصليب هو أداة تعذيب وعقاب والإعدام المصنوعة من عمود خشبي يعلق عليه الشخص حتى يموت من الجوع والإجهاد. وقد تطور الصليب حتى أخذ الشكل المألوف في عصر الرومان فصار مكونا من عمود خشبي مثبتا في طرفه الأعلى خشبة مستعرضة لتشد عليها يدي المصلوب وتسمر بها, أو تربط بالحبال.
وقد اهتم الكتاب المقدس كثيراً بالصليب فوردت كلمة الصليب 28 مرة في العهد الجديد، وورد فعل الصلب 46 مرة
طريقة الصلب يمكننا أن نتعرف عليها عن طريق الاكتشافات الأثرية فقد كشف فريق من الأثريين صيف 1968 عن أربعة قبور يهودية في "رأس المصارف" بالقرب من القدس، وكان أحدها يحتوي على صندوق به هيكل عظمي لشاب توفي مصلوبا ويرجع تاريخه إلى ما بين 7، 66 ميلادي. كما تدل عليه الأواني الفخارية من عصر الهيرودسيين التي وجدت في القبر ومنقوش على الصندوق اسم "يوحانان". وقد أُجريت أبحاث دقيقة عن أسباب وطبيعة موته، مما قد يلقي بعض الضوء على كيفية صلب يسوع المسيح.
كان ذراعا الرجل مسمرتين إلى خشبة الصليب. والأرجح أن ثقل الجسم كان يرتكز عند العجز على قطعة من الخشب بارزة مثبتة إلى قائم الصليب. وكانت الساقين منحنيتين عند الركبتين إلى الخلف، والكاحلان مثبتين بمسمار واحد إلى قائم الصليب. وقد ثبت من شظية وجدت من بقايا الصليب، أنه كان مصنوعاً من خشب الزيتون. وكانت الساقين مكسورتين بضربة عنيفة مثلما حدث مع اللصين الذين صلبا مع يسوع (يو 19: 32).
ويبدو أن طريقة الصلب كانت تختلف من منطقة إلى أخرى في الإمبراطورية الرومانية الواسعة. ويبدو أن العملية كانت من القسوة والفظاعة حتى استنكف كُتَّاب ذلك العصر من إعطاء وصف تفصيلي لها، فكانت تعتبر من أقصى وأبشع وسائل العقاب. ولكن الرب وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب (في 2: 8 ) .
عيد الصليب يقع عيد الصليب كل عام في 3مايو في الكنيسة الغربية والكنيسة الأرثوذكسية والحبشية تحتفلان به يومي17 توت و10 برمهات بالتقويم القبطي، الأول عيد اكتشاف خشبة الصليب والثاني عيد تكريس أول كنيسة باسم الصليب بأورشليم.
يعود أصل هذا العيد إلى مطلع القرن الخامس عندما زارت هيلانة والدة الامبراطور قسطنطين فلسطين، كانت أم الامبراطور امرأة مؤمنة تدفعها عبادتها النابعة من عمق إيمانها بيسوع المسيح، وحسب النصوص المسيحية فإنها ذهبت إلى القدس لتبحث هناك عن الأماكن التي زارها المسيح أثناء حياته ورغبتها في الحصول على خشبة الصليب وسائر الآلات التي استخدمت في آلامه. ففتشت في المكان الذي دفنها فيه المسيحيون أثناء الاضطهادات، فوجدت ثلاثة صلبان ووجدت الكتابة والمسامير على حدة، فاحتارت في ايهما يكون صليب الفداء، فجاءوا بالصلبان الثلاثة ووضعوا الواحد تلو الآخر على امرأة مريضة، فلما لمس صليب الفداء جسم المريضة برئت في الحال من مرضها ونالت الشفاء وتأكد لهم أنه الصليب الذي صلب عليه السيد المسيح.
وقد أرسلت هيلانة قسماً من الصليب والمسامير إلى قسطنطين وأبقت القسم الباقي في القدس حيث بنت كنيسة القيامة مكان قبر المسيح على نفقتها الخاصة وأرسلت القسم الثالث إلى البابا في روما. ثم زارت بيت لحم مهد المسيح وبنت هناك أيضاً كنيسة ما زالت قائمة حتى الآن. أما الامبراطور فقد أصدر مرسوماً ملكياً يحرم فيه استعمال الصليب ألة للتعذيب أو تنفيذ حكم الموت. ويموت المصلوب أخيرا
احتلال القدس في عام 616 أنقضت على كنائس فلسطين هجمة شديدة بقيادة الملك كسرى أحد ملوك الفرس، ففتح القدس ودمر ونهب الكثير من المدن الفلسطينية وغنم الغنائم بما فيها خشبة الصليب المعروضة في كنيسة القيامة التي أبقتها هيلانة.
ولما أعتلى ملك الروم كرسي الملك في القسطنطينية سعى إلى الصلح مع الملك كسرى لكن الأخير لم يرضى ان يعقد صلحاً مع هرقل مهما تساهل في الشروط.
هاجم هرقل جيوش الفرس بجيش جبار وهزمها الواحد بعد الآخر وفر كسرى طالباً النجاة فقتله ابنه شيروه وأسرع الأخير في مفاوضة هرقل، وكان أول شرط في عقد الصلح استرجاع خشبة الصليب والتي كانت في حوزة الفرس لآكثر من ستة عشر سنة، فتسلمها هرقل وجاء بها إلى القدس ليردها إلى مكانها عام 629.
دخول الجلجلةطبقًا لإعتقاد المسيحيين: دخل هرقل المدينة حاملاً خشبة الصليب على منكبه لابساً التاج والأرجوان ولكنه لما دنا من الجلجلة وحاول التقدم شعر بمانع غير منظور يمنعه من السير، فتعجب هو وموكبه وسألوا البطريرك زكريا فقال: انظر أيها الملك هل يليق بأن تحمل صليب الفداء وأنت تتفاخر بالألبسة الملكية الفاخرة، حيث حمله الفادي الألهي بالتواضع والهوان تحت سياط وسيطرة الجنود في طريق الآلام، فخلع الملك التاج والأرجوان وحتى الحذاء وأرتدى لباساً رثاً وواصل المسير بالصليب المقدس إلى الجلجلة ووضعه هناك.
عادات وتقاليد احتفاليةولهذا العيد طقوس خاصة ومنها اشعال النار. قصة اشعال النار كما يسردها الكثيرين هي : انه عند اكتشاف صليب المسيح أراد القيمون في القدس ايصال الخبر المفرح إلى الملكة هيلانة في القسطنطينية، فكانت أفضل وسيلة هي إشعال النار على رؤوس وقمم الجبال. فكانت كل المنطقة ترى النار مشتعلة تقوم بإشعال النار في منطقتها إلى أن وصل الخبر إلى الملكة هيلانة. فمن هنا جاء هذاالتقليد الذي ما زال قائما حتى يومنا هذا في كافة المناطق المأهولة بالمسيحين