سؤال:
السيد المسيح يأتى فى مجده ليدين الأحياء والأموات. فمن هم الأحياء ومن هم الأموات ؟• الجواب:
+ الأموات الذين يدينهم الرب هم الأموات وقت مجيئه، الذين سيقيمهم من الموت ويدينهم (يو5 : 28 ، 29). والأحياء هم الذين سيكونون أحياء وقت المجىء الثانى للرب، وهؤلاء سيدخلون الدينونة أيضاً. + عموماً المقصود هو إدانة الجميع : بما فى ذلك البشر الذين يموتون بانفصال أرواحهم عن أجسادهم. أو إدانة الشياطين الذين لا يموتون بالجسد مثل البشر، لكن لهم أرواح حية ينطبق عليها قول الكتاب "لك اسم أنك حى، وأنت ميت" (رؤ3 : 1). + ويمكن أن عبارة أحياء تنطبق على الأبرار، وعبارة (أموات) تنطبق على الأشرار، كما قال الأب عن الابن الضال "ابنى هذا كان ميتاً فعاش" (لو15 : 23 ، 32). + عبارة الأحياء قد تنطبق أيضاً على الأرواح التى لا تموت بطبيعتها، كالأرواح النجسة الشريرة (الشياطين). والأموات تعنى البشر المائتين.
(مقتطفات من كتب سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنودة الثالث)
سؤال:
هل توجد آيات صريحة فى الكتاب المقدس تذكر لاهوت المسيح؟ يسرنا إيراد بعض منها..• الجواب:
نعم، توجد آيات كثيرة، نذكر من بينها: قول بولس الرسول عن اليهود ".. ومنهم المسيح حسب الجسد، الكائن على الكل إلهاً مباركاً إلى الأبد آمين" (رو9: 5). مقدمة إنجيل يوحنا واضحة جداً. إذ ورد فيها: "فى البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يو1: 1). وفى نفس الفصل ينسب إليه خلق كل شئ، فيقول "كل شئ به كان. وبغيره لم يكن شئ مما كان" (يو1: 3). وعن لاهوت المسيح وتجسده يقول بولس الرسول فى رسالته الأولى إلى تيموثاوس "وبالإجماع عظيم هو سر التقوى، الله ظهر فى الجسد" (1يو 3: 16). وعن هذا الفداء الذى قدمه المسيح كإله يقول بولس الرسول إلى أهل أفسس "أحترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التى اقتناها بدمه" (أع20: 2 وطبعاً ما كان ممكناً أن الله يقتنى الكنيسة بدمه، لولا أنه أخذ جسداً، سفك دمه على الصليب. ولقد اعترف القديس توما الرسول بلاهوت المسيح، لما وضع أصبعه على جروحه بعد قيامته، وقال له "ربى وإلهى" (يو20: 2. وقد قبل السيد المسيح من توما هذا الإيمان بلاهوته. وقال له موبخاً شكوكه "لأنك رأيتنى يا توما آمنت. طوبى للذين آمنوا ولم يروا". وحتى إسم السيد المسيح الذى بشر به الملاك، قال "ويدعون اسمه عمانوئيل، الذى تفسيره الله معنا" (مت1: 23). وكان هذا إتماماً لقول النبى أشعياء "ولكن يعطيكم السيد نفسه آية. ها العذراء تحبل وتلد ابناً، وتدعو اسمه عمانوئيل" (أش7: 14)، لقد صار الله نفسه آية للناس بميلاده من العذراء. وما أكثر الآيات التى تنسب كل صفات الله للمسيح.
(مقتطفات من كتب سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنودة الثالث)
سؤال:
هل تم تحريف الكتاب المقدس؟الجواب:
هذا الموضوع يمكن الرد عليه من نواح متعددة منها : 1- من الذى حرّفه ؟ وفى أى عصر ؟ وهل كتب ذلك فى أى تاريخ ؟ إن حادثة خطيرة كهذه، ما كان يمكن أن تمر دون أن تثار حولها ضجة كبرى لابد أن يسجلها التاريخ. وواضح أن التاريخ لم يسجل أية إشارة عن مثل هذا الإتهام الخطير. لا فى التاريخ المدنى، ولا فى التاريخ المسيحى، ولا فى تاريخ غير المسيحيين. ولم يحدث إتهام لأحد معين من ملايين المسيحيين بتحريف الإنجيل، ولا أى اتهام لكنيسة معينة، ولا تاريخ لذلك... 2- كذلك كانت نسخ الكتاب المقدس قد وصلت إلى كل أرجاء المسكونة. فالمسيحية بعد حوالى 35 سنة منذ صعود السيد المسيح، كانت قد انتشرت فى آسيا وأوروبا وافريقيا. فانتشرت فى فلسطين وسوريا وبلاد ما بين النهرين وفى تركيا، ووصلت إلى العرب والهند. وفى أوروبا وصلت إلى بلاد اليونان وقبرص وايطاليا ومالطة وامتدت غرباً إلى الهند. وفى افريقيا وصلت إلى مصر وليبيا وامتدت جنوباً وخلال القرون الثلاثة الأولى كانت قد وصلت إلى كل بلاد المسكونة. وكل تلك البلاد، كانت عندها نسخ من الإنجيل... كما تمت ترجمة الأناجيل إلى اللغات المحلية. ومن أقدم ترجماته: الترجمة القبطية فى مصر، والترجمة السريانية فى سوريا التى عرفت بالترجمة البسيطة (البيشيطو)، والترجمة اللاتينية القديمة. كل ذلك فى القرن الثانى، غير الترجمات التى انتشرت فى باقى البلاد، غير اللغة اليونانية الأصلية، يضاف إلى هذا الترجمة السبعينية للعهد القديم التى تمت فى عهد بطليموس الثانى (فيلادلفوس) فى القرن الثالث قبل الميلاد. فكيف كان يمكن جمع نسخ الإنجيل من كل بلاد المسكونة، وجمع كل الترجمات، وتحريف كل ذلك معاً ؟! ألا يبدو الأمر مستحيلاً من الناحية العملية ؟! هذا لو فكر أحد فى ذلك أصلاً !! 3- ثم من يجرؤ على ذلك ؟! وهل من المعقول أن يتفق كل مسيحيى العالم على تحريف كتابهم المقدس، ثم يؤمنون به بعد ذلك ؟! المعروف أن المسيحية حينما قامت، كانت تتربص بها اليهودية التى طالما اتهمت المسيحيين عند الحكام الرومان. فلو حرّف المسيحيون إنجيليهم، لفضحهم اليهود. كذلك كان فلاسفة الوثنيين فى صراع مع المسيحيين الذين ينمون فى العدد على حسابهم. وكانوا يدرسون الإنجيل للرد عليه. فلو حرف المسيحيون الإنجيل، لفضحهم الوثنيون وفلاسفتهم.. يضاف إلى كل هذا إنقسامات داخل صفوف المسيحيين، فانحرف البعض منهم عن الإيمان المسيحى، وأسمتهم الكنيسة بالهراطقة، وحاربتهم فكرياً وكنسياً. فلو قامت الكنيسة بتحريف الإنجيل، لوقف ضدها الهراطقة وشهروا بها.. ولو قامت كنيسة معينة بتحريف بعض نسخها أو كلها، لحرمتها الكنائس الأخرى. ولقد شهد القرن الرابع هرطقات عنيفة هزت أركان العالم المسيحى، ومن أمثلتها الهرطقة الأريوسية التى انعقد بسببها المجمع المسكونى الأول الذى اجتمع فيه 318 أسقفاً مندوبين عن كنائس العالم كله سنة 325م وقرروا حرم أريوس. وبقى الأريوسيون شوكة فى جسد الكنيسة وبخاصة لصلتهم بالأمبراطور، مما جعلهم يقدرون على نفى القديس أثناسيوس وعزله أربع مرات.. فهل كان أولئك سيسكتون على تحريف الإنجيل ؟! حدثت بعد ذلك هرطقات عديدة، مثل هرطقات سابليوس وأبوليناريوس، ومانى، ومقدونيوس، ونسطور، وأوطاخى، وغيرهم. كل ذلك فى القرن الرابع وأوائل القرن الخامس. فهل كان أولئك سيسكتون لو حدث تحريف شىء من الإنجيل ؟! ومن غير المعقول أن تتفق كل كنائس العالم مع الهراطقة الذى حرمتهم الكنيسة، على تحريف الإنجيل الذى يؤمن به الجميع ؟! 4- يوجد كذلك فى المتاحف نسخ للإنجيل ترجع إلى القرن الرابع، تماماً كالإنجيل الذى فى أيدينا الآن. ونقصد بها : النسخة السينائية، والنسخة الفاتيكانية، والنسخة الافرامية، والنسخة الإسكندرية. وكل منها تحوى كل كتب العهد الجديد التى فى أيدينا، بنفس النص بلا تغيير. وهى مأخوذة طبعاً عن نسخ أقدم منها. ويستطيع أى إنسان أن يرى تلك النسخ القديمة، ويرى أنها نفس إنجيلنا الحالى. 5- كذلك نحب أن نذكر ملاحظة هامة أساسية وهى : كلمة تحريف لا يمكن إثباتها علمياً إلا بالمقارنة : أى مقارنة الإنجيل الأصلى بالإنجيل الذى يُقال بتحريفة. والمقارنة تظهر أين يوجد ذلك التحريف؟ فى أى فصل من فصول الإنجيل ؟ وفى أى الآيات ؟ أما إذا لم تحدث مقارنة كهذه، يكون هذا الإتهام الخطير، بلا بينة، بلا دليل، بلا إثبات، بلا بحث علمى.. وبالتالى لا يكون مقنعاً لأحد.
(مقتطفات من كتب سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنودة الثالث)
*********************************************************************************************
سؤال:
أنا مرشح للكهنوت. وأريد أن أعرف صفات الفتاة التى أتزوجها، ويليق بها أن تكون زوجة لكاهن.• الجواب:
أولاً: عبارة مرشح للكهنوت، وعبارة سترسم كاهناً شىء آخر. فأنت تعلم أنه يُقام اجتماع لاختيار الشعب، وتُعرض فيه أسماء المرشحين، والشعب يختار من يشاء. ومن المحتمل أن يقع اختياره عليك، أو لا يقع. فالمسألة حتى الآن ليست مؤكدة... ثم افرض أن الشعب وافق عليك، وأسقف الإيبارشية لم يوافق على رسامتك لأسباب معينة، فماذا يكون موقفك ؟ فإن كنت قد أخذت وعداً أكيداً من الأب الأسقف أنك ستكون كاهناً، والشعب أيضاً يريدك وسيختارك، تبقى نقطة وهى: إن الفتاة التى تتزوجها، لابد أن توافق على أنها ستكون زوجة القسيس. لأن فتيات كثيرات لا يقبلن ذلك، إذ يرون أن الكاهن سيكون مثقلاً بالمسئوليات، ولا يبقى له وقت لبيته! يرون أنه سيكون زوجاً من (قطاع عام). وليس قطاعاً خاصاً. أى أن كل الشعب له نصيب فيه، وله حق عليه، وليس هو من نصيب الزوجة وحدها، فى كل وقته، وفى كل اهتماماته! فموافقة من ستتزوجها أمر هام جداً وأساسى. هذا لا يمنع طبعاً أن كثيراً من الفتيات المحبات للخدمة وللكنيسة، يسعدهن أن تكون الواحدة منهن زوجة لكاهن، لأنها بهذا ستبقى باستمرار فى جو الخدمة وفى جو الكنيسة، وسوف تشترك مع زوجها فى عمل الخدمة، وتكون له فى ذلك "معيناً نظيره" (تك2 : 1. على أن زوجة الكاهن، تشترط فيها قوانين الكنيسة شروطاً كثيرة. لأنها ليست امرأة عادية، بل هى شريكة الرجل الذي يرعى الشعب. فإن كانت تساعده على هدوء بيته وسلامه، سيكون مستريحاً في خدمته. وإن عكرت فكره وأتعبت أعصابه، فسينعكس هذا أيضاً على الخدمة. كذلك يجب أن تكون مثالاً لبقسة النساء في الشعب. وتكون إنسانه صالحة تحسن تربية أولادها. على أن هناك نقطة هامة ينبغي أن نلاحظها وهى: أن الزواج السابق للكهنوت مباشرة له أيضاً نتائجه. فالكتاب يشترط في الأب الكاهن قد "دبر أهل بيته حسناً، وله أولاد في الخضوع والطاعة". لأنه إن كان أحد لا يعرف أن يدبر بيته، فكيف يعتني بكنيسة الله؟!" (1تي3: 5،4). فالذي يتزوج حديثاً، ويُرسم كاهناً، لا تكون له هذه الخبرة في تدبير بيته وفي تربية أولاده. فهو بالتالي يفقد هذه الخبرة، ولا يستوفي هذا الشرط. عموماً إن كانت زوجة يجب أن تستوفي شروطاً روحية وإجتماعية، فإن زوجة الكاهن، تكون في هذه الشروط أعمق وأقوى. وفي العهد القديم توجد شروط لزوجة الكاهن وكذلك في قوانين الكنيسة.
(مقتطفات من كتب سنوات مع أسئلة الناس للبابا شنودة الثالث)
********************************************************************************************
**************************************************************************************************