|
| مقال للأهرام للبابا | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
Admin Admin
عدد المساهمات : 379 تاريخ التسجيل : 15/08/2009 العمر : 45
| موضوع: مقال للأهرام للبابا الثلاثاء ديسمبر 21, 2010 8:20 pm | |
| في جريدة الأهرام - مقال يوم الأحد 19 ديسمبر 2010
<BLOCKQUOTE></BLOCKQUOTE><BLOCKQUOTE> هو إله الكل,الخالق, والمعتني بالكل, ورازق الكل, وكل أحد له نصيب فيه, وهو ضابط الكل ومدبرهم. هو أله جميع الكائنات الملائكة والبشر والحيوان والطير, والطبيعة الجامدة. مادام الله قد خلق السماوات والأرض, فهو إذن إله السماء وكل ما فيها, وإله الأرض وكل ما فيها, وكل ما تحت الأرض وما بين السماء والأرض. هو إله الحقول التي يرويها الماء فتحيا وتنمو, وهو إله الزهور الموجودة في الحقول وإله النحل الذي يمتص رحيقا من الزهور ويحوله شهدا. وإله الإنسان الذي يأكل هذا الشهد المصنوع من هذا الرحيق. إنه إله الطيور التي لا تزرع ولا تحصد ولا تجمع إلي مخازن, وهو الذي يقوتها, وهو إله زنابق الحقل التي لا تتعب ولا تغزل, ومع ذلك ولا سليمان في كل مجده كان يلبس كواحدة منها, هو أيضا إله العصفور ينجيه من فخ الصيادين. وهو أيضا إله الصيادين الذين نصبوا الفخ للعصفور.
| تم تصغير هذه الصورة. إضغط هنا لمشاهدة الصورة كاملة. الصورة الأصلية بأبعاد 725 * 862 و حجم 261KB. | هو إله الأرواح, وإله الأجساد. إله الأحياء الذين علي الأرض, وإله الذين أدركتهم الوفاة وتركوا العالم الحاضر.انه إله الأقوياء وأله الضعفاء. إله هابيل الذي قتله أخوه, وأيضا إله ذلك الأخ القاتل.إنه إله الحكماء, وإله البسطاء. وهو إله سقراط وأفلاطون وأرسطو, وهو إله أي إنسان أمي لا يعرف القراءة والكتابة. وهو يفيض بنعمته علي هؤلاء وأولئك.إنه إله الملائكة الذين يسبحونه في السماء قائلين: قدوس قدوس قدوس.. وإله الملائكة الذين يرسلهم الى الأرض لعمل إنقاذ أو لتبليغ رسالة.. أولئك الذين ينفذون مشيئته بدون ابطاء... وهو في نفس الوقت إله البشر الذين يكسرون وصاياه أحيانا أو يترددون في تنفيذ إحدى الوصايا.إن الله هو إله الأبرار الذين يعيشون في حياة الفضيلة والقداسة. وفي نفس الوقت هو إله الخطاة الذين يقودهم إلي التوبة. إنه إله أولئك الشيوعيين الملحدين, الذين علي الرغم من إلحادهم أعطاهم القوة والمعرفة لكي يصعدوا في سفينة الفضاء إلي القمر. وأطال أناته عليهم سبعين سنة حتي رجعوا إلي الأيمان... وهو إله أوغسطينوس الذي عاش بعيداً عن الأيمان وعن الحياة الطاهرة زمنا طويلا.. إلي أن أرجعه لحياة التوبة. وقاده في حياة البر حتى كتب كتاب اعترافاته وقال فيه: كنت يا رب معي, ولكنني لفرط شقاوتي لم أكن معك, لقد تأخرت كثيرا في حبك أيها الحب الذي لا حدود له.إن الله الذي خلق الكل, وبنفسيات متنوعة, لم يطلب من الجميع أن يكونوا في نسق واحد من الحياة. لذلك فهو أله البتولين وأله المتزوجين, إله النساك الذين يعيشون في البراري وشقوق الجبال. وأيضا إله الذين يجاهدون في خدمة المجتمع وفي العمل وسط الناس, إنه إله الذين يعيشون في حياة التأمل والصلاة, وإله الذين يعيشون في حياة الخدمة. إنه إله القديس انطونيوس المتوحد في جبل, وإله يوسف الصديق الذي كان يعمل كوزير تموين في مصر, يخزن القمح ويبيعه بحكمة لكي ينقذ الناس من المجاعة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام أخرى.وهو أيضا إله الرعاة الذين يبذلون كل جهدهم في تفقد الرعية والاهتمام بها... إنه إله الذين يعملون فى مجال التعليم وفي نفس الوقت هو إله الذين يتتلمذون على ايديهم. الله هو الرب الذي يشعر كل إنسان أيا كل عمله, وأياً كان وضعه في المجتمع بأنه تحت رعاية الله وتحت حفظه وتحت اهتمامه.إن الله هو إله المرضى الذين يطلبون منه الشفاء, وإله الأطباء الذين يعالجونه. الكل يتطلعون إليه, ويضعون حياتهم بين يديه. فهو يعطي الطبيب الحكمة في معرفة المرض وفي طريقة التعامل معه وعلاجه. وهو يعطي المريض الصبر واحتمال المرض والثقة في الله الشافي.إن الله يهتم بالكل, يبقي أن الكل يهتمون بأنفسهم, هو يعمل بنعمته في الجميع, ولكن المهم أن يستجيب الجميع لعمل نعمته. والبشر في ذلك ليسوا في اتجاه واحد. منهم من يناديه الله فيسمع ويسعي وراءه. ومن يرفض النداء ويرفض السير في طريق الله. وهناك نتذكر أيضا عبارة القديس أوغسطينوس حينما قال لله: كنت معي ولكني لم أكن معك.وهناك نسأل عن الرافضين للة: هل الله أيضا يرفضهم؟ هو إله لهم, ولكنهم لا يريدون أن يكونوا له! ومع ذلك فإن اللة طويل الروح والأناة, الذي لا يشاء موت الخاطئ مثلما أن يرجع ويحيا... هو يطيل انأته علي أولئك الرافضين. ربما الذي لا يأتي اليوم, سوف يأتي غدا. والذي لا يريد أن يتوب, يقدم الله له أسبابا كثيرة للتوبة, ومؤثرات تعمل فيه. لأن الله ليس هو إلها للطائعين فقط, وإنما للعصاة أيضا, حتى يخلصهم من عصيانهم بسعة صدره. وإن كان إنسان أضعف من أن يحيا في حياة الفضيلة, فهذا إن تخلي عنه الكل, لا يتخلى عنه الله, لأن الله هو أله الضعفاء أيضا, يسندهم حتى يقيمهم. إنه معين من ليس له معين, ورجاء من ليس له رجاء. وهو يشجع صغيري النفوس, وينتشل الواقعين في اليأس, فيغرس فيهم القوة والرجاء والأمل. وإنه يشفق علي المساكين, ويعصب منكسري القلوب. وينادي للمسبيين بالعتق, وللمأسورين بالإطلاق.لذلك يا أخي القارئ: لا تفكر أبدا في وقت سقوطك أن لله قد تخلي عنك. كلا بل هو يهتم بك بالأكثر, لأنك محتاج إليه بالأكثر. حتى إن قويت عليك الحروب الروحية أو الحروب التي من سائر البشر, فثق تماما أن الله سوف يتدخل برحمته لكي يعينك وينقذك من تعبك. وإن تعرضت إلي خطية متعبة. فقل في ثقة كاملة: اعطني يا رب قوة لأصمد وأنتصر. موقنا أن الله ليس فقط إله القديسين, إنما هو أيضا هو إله المحاربين بالخطية يساعدهم في الأنتصار عليها الرب يحفظ لناحياتك يا ذهبى الفم </BLOCKQUOTE> | |
| | | | مقال للأهرام للبابا | |
|
مواضيع مماثلة | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |